فصل: قصيدة: حارِ بنَ كعْبٍ ألا الأحلامُ تزْجُرُكمْ

صباحاً 1 :45
/ﻪـ 
1446
جمادى الاخرة
29
الإثنين
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: ديوان حسان بن ثابت الأنصاري



.قصيدة: أروُني سُعُوداً كالسُّعودِ التي سَمَتْ

أروُني سُعُوداً كالسُّعودِ التي سَمَتْ ** بمكةَ منْ أولادِ عمرو بنِ عامرِ

أقاموا عمودَ الدينِ، حتى تمكنتْ ** قواعدهُ، بالمرهفتِ البواترِ

وَكَمْ عَقَدُوا لله، ثمّ وَفَوْا بِهِ ** بمَا ضَاقَ عَنْهُ كلُّ بادٍ وَحَاضِرِ

.قصيدة: ما البكرُ إلا كالفصيلِ وقدْ ترى

ما البكرُ إلا كالفصيلِ وقدْ ترى ** أنّ الفَصِيلَ عَليْهِ ليسَ بِعارِ

إنّا وَمَا حَجّ الحجِيجُ لبَيْتِهِ ** ركبانُ مكةَ معشرُ الأنصارِ

نفري جماجمكمْ بكلّ مهندٍ ** ضَرْبَ القُدارِ مَبادِيَ الأيْسَارِ

حَتّى تُكَنُّوهُ بِفَحْلِ هُنَيْدَةٍ ** يَحْمي الطَّرُوقَةَ، بازِلٍ، هَدّارِ

.قصيدة: يَا حَارِ مَنْ يَغْدِرْ بِذِمّةِ جَارِهِ

يَا حَارِ مَنْ يَغْدِرْ بِذِمّةِ جَارِهِ ** منكمْ، فإنّ محمداً لمْ يغدرِ

إنْ تغدروا فالغدرُ منكم شيمةٌ ** والغدرُ ينبتُ في أصولِ السخبرِ

وأمانةُ المريّ، حيثُ لقيتهُ ** مثلُ الزجاجةِ صدعها لمْ يجبرِ

.قصيدة: ما ولدتكمْ قرومٌ من بني أسدٍ

ما ولدتكمْ قرومٌ من بني أسدٍ ** وَلا هُصَيْصٌ، ولا تَيمٌ، ولا عُمَر

وَلا عَدِيُّ بنُ كَعْبٍ، إنّ صِيغَتَها ** كالهندوانيّ، ولا رثٌّ، ولا دثرُ

وأنتَ عبدٌ لقينٍ، لا فؤادَ لهُ ** من آل شجعٍ، هناكَ اللؤمُ والخورُ

وَقَد تَبَيَّنَ في شجْعٍ وِلادَتُكُم ** كما تبينَ أنى يطلعُ القمرُ

.قصيدة: أظنّ عيينةُ، إذْ زارها

أظنّ عيينةُ، إذْ زارها ** بأنْ سَوْفَ يَهْدِمُ فيها قُصُورَا

وَمَنّيْتَ جَمْعَكَ ما لمْ يَكُنْ ** فَقُلْتَ سَنَغْنَمُ شَيئاً كَثِيرا

فعفتَ المدينةَ إذْ جئتها ** وألفيتَ للأسدِ فيها زئيرا

فَوَلّوْا سِرَاعاً كوَخْدِ النَّعا ** مِ، لم يكشِفُوا عن مَلَطٍّ حَصِيرَا

أمِيرٌ عَلَيْنا، رَسولُ المَلِيـ ** كِ، أحببْ بذاكَ إلينا أميرا

رسولٌ نصدقُ ما جاءهُ ** مِنَ الوَحْيِ، كان سِرَاجاً مُنِيرَا

.قصيدة: حارِ بنَ كعْبٍ ألا الأحلامُ تزْجُرُكمْ

حارِ بنَ كعْبٍ ألا الأحلامُ تزْجُرُكمْ ** عنا، وأنتمْ من الجوفِ الجماخيرِ

لا بأسَ بالقومِ من طولٍ ومن عظمٍ ** جسمُ البغالِ وأحلامُ العصافيرِ

ذروا التخاجؤَ وامشوا مشيةً سجحاً ** إنّ الرّجَالَ ذَوُو عَصْبٍ وتذكِيرِ

كأنّكُمْ خُشُبٌ جُوفٌ أسَافِلُهُ ** مثقبٌ فيهِ أرواحُ الأعاصيرِ

ألا طِعَانٌ، ألا فُرْسانُ عادِيةٌ ** إلاّ تَجَشُّوَكُمْ حَوْلَ التّنانِيرِ

لا ينفَعُ الطُّولُ من نُوكِ الرّجال، ولا ** يَهْدي الإلهُ سَبِيلَ المَعْشَرِ البُورِ

إني سأقصرُ عرضي عنْ شراركمُ ** إنّ النّجاشي لَشَيءٌ غيْرُ مَذْكُورِ

ألفى أباهُ، وألفى جدهُ حبسا ** بمَعْزِلٍ مِنْ مَعالي المَجْدُ والخِيرِ

.قصيدة: لعمركَ بالبطحاء، بينَ معرفٍ

لعمركَ بالبطحاء، بينَ معرفٍ ** وبينَ نطاةَ، مسكنٌ ومحاضرُ

لعمري لحيٌّ، بينَ دارِ مزاحمٍ ** وبَينَ الجُثى، لا يجشَمُ السّيرَ، حاضِرُ

وَحَيٌّ حِلالٌ لا يُكَمَّشُ سَرْبُهُم ** لهمْ منْ وراء القاصياتِ زوافرُ

إذا قيلَ يوماً إظعنوا قدْ أتيتمُ ** أقاموا، ولمْ تجلبْ إليهمْ أباعرُ

أحقُّ بها منْ فتيةٍ وركائبٍ ** يُقطِّعُ عَنْها اللَّيْلَ عُوجٌ ضَوَامِرُ

تقولُ وتُذْري الدّمْعَ عنْ حُرّ وَجهِها: ** لَعلّكَ، نَفسي قَبْلَ نَفسِكَ، باكِرُ

أبَاحَ لَها بِطْرِيقُ غَسّانَ غائِطاً ** لَهُ من ذُرَى الجوْلانِ بقلٌ وَزَاهِرُ

تربعَ في غسانَ أكفافَ محبلٍ ** إلى حارِثِ الجَوْلانِ فالنِّيُّ ظَاهِرُ

فقربتها للرحلِ، وهيَ كأنها ** ظَلِيمُ نَعَامٍ بالسّماوَةِ نافِرُ

فأوردتها ماءً فما شربتْ بهِ ** سِوَى أنّها قَدْ بُلّ مِنها المَشافِرُ

فأصدَرْتُها عَنْ ماء ثَهْمَلَ غُدوَةً ** منَ الغابِ ذو طمرينِ، فالبزُّ آطرُ

فَبَاتَتْ، وباتَ الماءُ تحتَ جِرَانِها ** لدى نحرها منْ جمةِ الماء عاذرُ

فدابتْ سراها ليلةً ثمّ عرستْ ** بيَثْرِبَ، والأعْرَابُ بادٍ وَحَاضِرُ

.قصيدة: صَابَتْ شَعَائِرُهُ بُصْرَى، وفي رُمَحٍ

صَابَتْ شَعَائِرُهُ بُصْرَى، وفي رُمَحٍ ** مِنْهُ دُخانُ حَرِيقٍ كالأعَاصِيرِ

أفْنَى بِذي بَعْلَ حتى بَادَ ساكِنُها ** وكلُّ قصرٍ منَ الخمانِ معمورِ

فأعجلَ القومَ عن حاجاتهمْ شغلٌ ** من وخزِ جنّ بأرضِ الروم مذكورِ

.قصيدة: سَلامَةُ دُمْيَةٌ في لَوْحِ بابٍ

سَلامَةُ دُمْيَةٌ في لَوْحِ بابٍ ** هُبِلْتَ ألا تُعِزُّ كما تُجِيرُ

ولا ينفكُّ ما عاشَ ابنُ روحٍ ** جذاميٌّ بذمتهِ ختورُ

.قصيدة: يا ابنيْ رفاعةَ، ما بالي وبالكما

يا ابنيْ رفاعةَ، ما بالي وبالكما ** هَلْ تُقْصِرَانِ، ولم تمسَسكُما نَاري

مَا كانَ مُنْتَهِياً حَتى يُقاذِفَني ** كَلْبٌ وَجَأتُ عَلى فِيهِ بِأحْجَارِ

يَكسو الثّلاثة نِصْفِ الثّوْبِ بينَهُمُ ** بمِئْزَرٍ، وَرِدَاءٍ غَيْرِ أطْهَارِ

قدْ خابَ قومٌ نيارٌ منْ سراتهمُ ** رِجْلاً مُجَوَّعَةٍ شُبّتْ بمِسْعَارِ

لوْلا ابنُ هَيْشَةَ، إنّ المرء ذو رَحِمٍ ** إذاً لأنْشَبْتُ بالبَزْوَاء أظْفاري

.قصيدة: أبْلِغْ مُعاوِيَةَ بنَ حرْبٍ مألُكاً

أبْلِغْ مُعاوِيَةَ بنَ حرْبٍ مألُكاً ** ولِكُلّ أمْرٍ يُسْتَرَادُ قَرَارُ

لا تَقْبَلَنّ دَنِيّةً أُعطِيتَهَا ** أبداً، ولما تألمِ الأنصارُ

حَتّى تُبَارَ قَبِيلةٌ بِقَبِيلَةٍ ** قَوَداً وتُخْرَبَ بِالدّيَارِ دِيَارُ

وَتَجيءَ مِنْ نَقْبِ الحِجازِ كتيبةٌ ** وتَسِيلَ بالمُستَلْئِمينَ صِرَارُ

.قصيدة: وَقَوْمٌ مِنَ البَغْضَاء زَوْرٍ، كأنّمَا

وَقَوْمٌ مِنَ البَغْضَاء زَوْرٍ، كأنّمَا ** بأجْوَافهِمْ، مما تُجِنُّ لنَا، الجَمْرُ

يَجِيشُ بما فِيهِ لَنَا الصّدْرُ مِثْلَ ما ** تجيشُ بما فيها من اللهبِ القدرُ

تَصُدُّ، إذا ما وَاجهتْني، خُدودُهُم ** لدى محفلٍ عني كأنهمُ صعرُ

تصيخُ إذا يثنى بخيرٍ لديهمِ ** رؤوسهمُ عني، وما بهمِ وقرُ

وإن سَمِعوا سوءاً بَدا في وجوههِمْ ** لما سمعوا، مما يقالُ لنا البشرُ

أجِدّيَ لا يَنفَكُّ غَسٌّ يَسُبُّني ** فُجوراً بِظَهرِ الغيبِ أوْ مُلحِمٌ قَحْرُ

ولوْ سئلتْ بدرٌ بحسنِ بلائنا ** فأثنتْ بما فينا، إذاً حمدتْ بدرُ

حِفاظاً عَلَى أحْسابِنَا بنُفُوسِنَا ** إذا لمْ يكنْ غيرَ السيوفِ لنا سترُ

وأبْدَتْ مَعَارِيها النّساءُ، وأبرَزَتْ ** منَ الرَّوْع، كابٍ حُسنُ ألوانها، الزُّهرُ

.قصيدة: لَقَدْ لَقِيَتْ قُرَيْظَةُ ما سَآهَا

لَقَدْ لَقِيَتْ قُرَيْظَةُ ما سَآهَا ** وما وجدتْ لذلٍّ منْ نصيرِ

أصَابَهُمُ بَلاءٌ كانَ فِيهِمْ ** سِوَى ما قدْ أصابَ بَني النّضِيرِ

غداةَ أتاهمُ يهوي إليهمْ ** رسولُ اللهِ كالقمرِ المنيرِ

لهُ خيلٌ مجنبةٌ تعادى ** بفرسانٍ عليها كالصقورِ

تَرَكْنَاهُمْ ومَا ظَفِرُوا بِشَيءٍ ** دماؤهمُ عليهمْ كالعبيرِ

فَهُمْ صَرَعى تَحُومُ الطّيرُ فِيهمْ ** كذاكّ يدانُ ذو الفندِ الفخورُ

فأُرْدِفُ مِثْلَها نُصْحاً قُرَيْشاً ** منَ الرحمنِ، إنْ قبلتْ نذيري

.قصيدة: لاطتْ قريشٌ حياضَ المجد فافترطتْ

لاطتْ قريشٌ حياضَ المجد فافترطتْ ** سهمٌ، فأصبحَ منهُ حوضها صفرا

وَأوْرَدوا، وحِياضُ المَجْدِ طامِيَةٌ ** فَدَلَّ حَوْضَهُمُ الوُرّادُ فانْهَدَرَا

واللَّهِ ما في قُرَيشٍ كُلّها نَفَرٌ ** أكْثَرُ شَيْخاً جَبَاناً فَاحِشاً غُمُرا

أذَبَّ أصْلَعَ سِفْسِيراً لَهُ ذُأبٌ ** كالقردِ يعجمُ وسطَ المجلسِ الحمرا

هذرٌ مشائيمُ محرومٌ ثويهمُ ** إذا تروحَ منهمْ زودَ القمرا

أما ابنُ نابغةَ العبدُ الهجينُ، فقدْ ** أُنْحي عَلَيْهِ لِساناً صَارِماً ذَكَرَا

ما بالُ أُمّكَ زَاغَتْ عندَ ذي شَرَفٍ ** إلى جَذِيمَةَ، لمّا عَفّتِ الأثَرَا

ظلّتْ ثلاثاً، وملحانٌ معانقها ** عِنْدَ الحَجونِ، فما مَلاّ وما فَتَرَا

يا آل سهمٍ، فإنّي قدْ نَصَحتُ لكُم ** لا أبعثنّ على الأحياءِ منْ قبرا

ألا تَرَوْنَ بأنّي قدْ ظُلِمتُ، إذا ** كانَ الزبعرى لنعليْ ثابتٍ خطرا

كمْ منْ كريمٍ يعضُّ الكلبُ مئزرهُ ** ثمّ يفرُّ إذا ألقمتهُ الحجرا

قولي لكم، آلَ شجعٍ، سمُّ مطرقةٍ ** صماءَ تطحرُ عن أنيابها القذرا

لَوْلا النّبيُّ، وقوْلُ الحقّ مَغضَبَةٌ ** لمَا تركتُ لكم أُنْثى وَلا ذَكَرَا

.قصيدة: قومٌ لئامٌ أقلّض اللهُ خيرهمُ

قومٌ لئامٌ أقلّض اللهُ خيرهمُ ** كما تناثرَ، خلفَ الراكبِ، البعرُ

كأنّ ريحَهُمُ في النّاسِ، إذْ خرَجُوا ** رِيحُ الحِشَاشِ إذا ما بَلّها المَطَرُ

قدَ ابْرَزَ اللَّهُ قَوْلاً، فوْقَ قولهِمِ ** كما النجومُ تعالى فوقها القمرُ

.قصيدة: أما الحماسُ فإني غيرُ شاتمهمْ

أما الحماسُ فإني غيرُ شاتمهمْ ** لا هم كرامٌ ولا عرضي لهمْ خطرُ

قومٌ لئامٌ أقلّ اللهُ عدتهمْ ** كما تساقَطَ حَوْلَ الفَقْحَةِ البَعَرُ

كأنّ رِيْحَهُمُ، في النّاسِ إذْ بَرَزُوا ** ريحُ الكِلابِ إذا ما بَلّهَا المَطَرُ

أولادُ حامٍ، فلنْ تلقى لهمْ شبهاً ** إلاّ التَيوسَ عَلى أكْتافِها الشّعَرُ

إنْ سابَقوا سُبِقوا، أو نافرُوا نُفِرُوا ** أوْ كاثَرُوا أحداً من غيرِهمْ كُثِرُوا

شِبْهُ الإماء، فلا دِينٌ ولا حَسَبٌ ** لوْ قامروا الزنجَ، عن أحسابهم، قمروا

تَلْقَى الحِماسيَّ لا يمنَعْكَ حُرْمَتَهُ ** شِبْهَ النّبيطِ إذا اسْتَعبدتَهُمْ صَبَرُوا

.قصيدة: أشِرَتْ لَكاعِ وكانَ عادَتَهَا

أشِرَتْ لَكاعِ وكانَ عادَتَهَا ** لؤمٌ إذا أشرتْ معَ الكفرِ

أخَرَجْتِ مُرْقِصَةً إلى أُحُدٍ ** في القَوْمِ مُعْنِقَةً عَلى بَكْرِ

بَكرٍ ثَفَالٍ، لا حَراكَ بِهِ ** لا عنْ معاتبةٍ، ولا زجرِ

وعصاكِ إستكِ تتقينَ بهِ ** دقَّ العجاية عارِيَ الفهرِ

قرحتْ عجيزتها ومشرجها ** منْ نصها نصاً على القهرِ

ظلتْ تداويها زميلتها ** بالماءِ تنضحهُ وبالسدرِ

أقْبَلْتِ زَائرَةً مُبادِرَةً ** بأبيكِ وابنِكِ يوْمَ ذي بَدْرِ

وبعمكِ المسلوبِ بزتهُ ** وأخيكِ منعفرينِ في الجفرِ

ونسيتِ فاحشةً أتيتِ بها ** يا هِندُ، وَيْحَكِ سُبّةَ الدّهرِ

فرجعتِ صاغرةً، بلا ترةٍ ** مما ظفرتِ بهِ، ولا وترِ

زَعَمَ الوَلائِدُ أنّها وَلَدَتْ ** ولداً صغيراً، كانَ من عهرِ

.قصيدة: إنّ أباكَ الرذلَ كانَ لصغرةً

إنّ أباكَ الرذلَ كانَ لصغرةً ** وكانَ أبوكَ التيسُ شاةً عزوزا

وكانَ ذليلاً من طريدٍ مُلَعَّنٍ ** فسموهُ من بعدِ الذليلِ عزيزا

بنو نوفلٍ أهلُ السماحةِ والندى ** فآوَوْكَ مِنْ فَقرٍ، وكَفُوا العَجوزَا

.قصيدة: لوْ كانَ، في الدارِ، قومٌ ذو محافظةٍ

لوْ كانَ، في الدارِ، قومٌ ذو محافظةٍ ** حَامي الحقيقةِ ماضٍ، خالُهُ أنَسُ

إذاً حَللْتَ، خُبَيْبٌ، منزِلاً فُسُحاً ** ولم يشدّ عليكَ الكبلُ والحرسُ

ولم يسقكَ إلى التنعيمِ زعنفةٌ ** منَ المعاشرِ، ممن قدْ نفتْ عدسُ

صَبراً، خُبيبُ، فإنّ القتل مَكرُمَةٌ ** إلى جِنَانِ نَعِيمٍ يَرْجِعُ النّفَسُ

.قصيدة: يا آلَ بكرٍ ألا تنهونَ جاهلكمْ

يا آلَ بكرٍ ألا تنهونَ جاهلكمْ ** عبدَ ابنِ رحضةَ عنزاً بينَ أتياسِ

يا ابنَ التي سَلَحَتْ في بيتِ جارَتِها ** فطارَ منهُ عصارٌ قاشبُ الناسِ

كأنّ أظفارَها شُقّقْنَ من حَجَرٍ ** فلَيسَ مِنهُنّ إلاّ وَارِمٌ قاسِي

مثلُ القرودِ، إذا ما جئتَ ناديهمْ ** ألفيتَ كلَّ دنيٍّ، عردهُ عاسي

.قصيدة: لمنِ الدارُ أقفرتْ ببواطِ

لمنِ الدارُ أقفرتْ ببواطِ ** غَيرَ سُفْعٍ، رَواكِدٍ، كالغَطَاطِ

تِلْكَ دارُ الأَلوفِ أضْحَتْ خَلاءً ** بعدما قدْ تحلها في نشاطِ

دارُها، إذ تقولُ: ما لابْنِ عَمْروٍ ** لجّ، منْ بعدِ قربهِ، في شطاطِ

بَلِّغَاهَا بأنّني خيْرُ رَاعٍ ** لِلّذي حَمّلَتْ بِغَيْرِ افتِرَاطِ

ربّ لهوٍ شهدتهُ، أمَّ عمروٍ ** بينَ بيضٍ نواعمٍ في الرياطِ

مَعْ نَدَامَى بِيضِ الوُجوهِ، كِرَامٌ ** نُبّهُوا، بعْدَ خَفْقَةِ الأشْرَاطِ

لكميتٍ كأنها دمُ جوفٍ ** عُتّقَتْ مِنْ سُلافَةِ الأنْبَاطِ

فاحْتَوَاهَا فَتًى يُهِينُ لَها الما ** لَ، ونادمتُ صالحَ بنَ علاطِ

ظلّ حولي قيانهُ عازفاتٍ ** مثلَ أدمٍ، كوانسٍ، وعواطِ

طفنَ بالكأسِ، بينَ شربٍ كرامٍ ** مهدوا حرَّ صالحِ الأنماطِ

ساعَةً، ثُمّ قال هُنّ بَدادِ ** بينكم، غيرَ سمعةِ الإختلاطِ

ربّ خرقٍ أجزتُ ملعبةَ الجـ ** ـنّ معي صارمُ الحديدِ، إباطي

فوقَ مستنزلِ الرديفِ، منيفٍ ** مِثْلِ سِرْحانِ غابَةٍ، وَخّاطِ

بَيْنما نحْنُ نَشْتَوي مِن سَدِيفٍ ** رَاعَنَا صَوْتُ مِصْدَحٍ، نَشّاطِ

فأتينا بسابحٍ يعبوبٍ ** لمْ يذللْ بمعلفٍ ورباطِ

غيرَ مسحٍ وحشكِ كومٍ صفايا ** ومرافيدَ في الشتاء، بساطِ

فتنادوا، فألجموهُ، وقالوا ** لِغُلامٍ مُعَاوِدِ الإعْتِبَاطِ

سكنتهُ، واكففْ إليكَ منَ الغر ** بِ تجدْ مائحاً، قليلَ السقاطِ

فَتَوَلَّى الغُلامُ يَقْدَعُ مُهْراً ** تَئِقَ الغَرْبِ، مَانِعاً لِلسِّيَاطِ

وَتَوَلّيْنَ حِينَ أبْصَرْنَ شَخْصاً ** مُدْمَجاً مَتْنُهُ كمَتْنِ المِقَاطِ

فوقهُ مطعمُ الوحوشِ، رفيقٌ ** عَالِمٌ كَيْفَ فَوْزَةُ الآباطِ

داجِنٌ بالطِّرَادِ، يَرِمي بِطَرْفٍ ** في فضاءٍ، وفي صحارٍ بساطِ

ثمّ وَالَى بسَمْحَجٍ وَنَحُوصٍ ** وبعلجٍ، يكفهُ بعلاطِ

ثُمّ رُحْنا، وما يخافُ خليلي ** من لساني خِيَانَةَ الإنْبِساطِ